كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

من الإثم. يقال: أثمه، إذا جعله ذا إثم. يعني أن تلك الكأس لا تجعلهم آثمين. والكلام في التنوين وتركه في مثل هذا قد تقدم عند قوله: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ} (¬1).
وقوله: {فِيهَا} من قوله: {لَا لَغْوٌ فِيهَا} في موضع رفع بأنه خبر مبتدأ على قول سيبويه؛ لأنه خبر عن قوله: {لَا لَغْوٌ} والتقدير: لا لغو فيها ولا تأثيم فيها، واستغني عن ذكر خبر الثاني لدلالة خبر الأول عليه كقوله: زيد منطلق وعمرو (¬2).

24 - قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ} قال الكلبي: بالخدمة غلمان لهم (¬3). قال مقاتل: لا يكبرون أبدًا (¬4). {كَأَنَّهُمْ} في الحسن والبياض {لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} في الصدف لم تمسه الأيدي ولم تره الأعين.
وقال عطاء: يريد مثل اللؤلؤ حين يخرج من أصدافه قبل أن يصيبه الطيب والدهن (¬5).
¬__________
(¬1) عند تفسيره لآية (197) من سورة البقرة. وفي قوله {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} قرأ ابن كثيرن وأبو عمرو، ويعقوب: {لَغْوٌ * تَأْثِيمٌ}، بالنصب وقرأ الباقون {لَغْوٌ * تَأْثِيمٌ} بالرفع والتنوين.
انظر: "حجة القراءات": 683، "النشر" 2/ 211، "الإتحاف" 134. وفي قوله
تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ} بالرفع والتنوين، وقرأ الباقون بالفتح من غير تنوين. انظر: "البسيط" 1/ 122 أ - ب، الحجة 2/ 286، "النشر" 2/ 211 , "الإتحاف" ص 135.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 1/ 270، 5/ 63، "الحجة للقراء السبعة" 6/ 226.
(¬3) انظر: "الوسيط" 4/ 188، "معالم التنزيل" 4/ 240.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 128 ب، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 69.
(¬5) لم أجده.

الصفحة 494