كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

وقال الكلبي: (عذاب السموم) عذاب النار (¬1). وهو قول أبي عبيدة (¬2). ومعنى السموم في اللغة: الريح الحارة تكون بالنهار، وقد تكون بالليل أيضًا.
قال أهل المعاني: معنى السموم الحر الذي يدخل في مسام البدن بما يوجب ألمه، ومنه ريح السموم، ومسام البدن الخروق الدقاق، وعلى هذا حر جهنم وحر النار مما يدخل في مسام البدن (¬3).
وقال أبو إسحاق: {عَذَابَ السَّمُوم} أي سموم جهنم (¬4). وعلى هذا سموم جهنم ما يوجد من لفح أوارها (¬5) وحرارة لهوبها كالريح الحارة الي تهب فتؤذي الإنسان. فكأنهم قالوا: وقانا الله حر جهنم حتى لم يصبنا وهج نارها.
قال (¬6): وسياق هذه الآيات يدل على أنهم يتساءلون في الجنة عن أحوالهم التي كانت في الدنيا، كأن بعضهم يقول لبعض: بم صوت إلى هذه المنزلة؟ وفي الكلام دليل على ذلك، وهو قولهم في جواب المسألة: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} أي من المصير إلى عذاب الله فعملنا بطاعته (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "الوسيط" 4/ 188، "معالم التنزيل" 4/ 240، "زاد المسير" ص 53.
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 233.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" 12/ 320، "اللسان" 2/ 208 (سمم).
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 64.
(¬5) وَرَتِ النارُ تَرِي وَرْيًا ورِيةً حَسَنةُ. اتَّقد، وأوْرَيتُ النار أوريها إيراء. "اللسان" 3/ 916 (ورى).
(¬6) أي الزجاج.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 64.

الصفحة 497