كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

في هذا علة توهن هذه القراءة، وإنما يدعو المسلمون ويستغفرون ربهم لأنه الغفور الرحيم. والمعنى في القراءتين يؤول إلى شيء واحد والله أعلم (¬1).
قال الكلبي ومقاتل: إنه هو البر الصادق فيما وعد أولياءه، الرحيم بالمؤمنين (¬2).

29 - قوله {فَذَكِّرْ} قال المفسرون: فعظ بالقرآن أهل مكة. والمعنى: ذكرهم بما أعتدنا للمؤمنين والكافرين.
{فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ} قال ابن عباس، ومقاتل: برحمة ربك عليك (¬3). والمعنى: بإنعامه عليك بالنبوة ورحمته إياك حتى عصمك وطهرك (¬4).
قوله: {بِكَاهِنٍ} يقال: كَهَنَ الرجل يَكْهَنُ كَهانةً، مثل: كتب يكتب كتابة، وقَلّ ما يقال إلا تَكَهَّنَ الرجل، ويقال: كهن لهم، إذا قال لهم قول الكهنة (¬5)، وهم الذين كانت الشياطين تلقي إليهم ما يسترقون فيخبرون الناس به، وكانت الكهانة في العرب قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما بعث ومنعت الشياطين من استراق السمع بطل علم الكهانة (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 254.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 129 أ.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 129 أ، "معالم التنزيل" 4/ 240.
(¬4) وفي "تنوير المقباس" 5/ 286، قال: بالنبوة والإسلام.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" 6/ 24، "اللسان" 3/ 309 (كهن) وهو قول الليث.
(¬6) انظر: "فتح الباري" 10/ 216 - 219، ومما نقله عن القرطبي قوله: (كانوا في الجاهلية يترافعون إلى الكهان في الوقائع والأحكام ويرجعون إلى أقوالهم، وقد انقطت الكهانة بالبعثة المحمدية، لكن بقي في الوجود من يتشبه بهم ..).

الصفحة 499