43، 44 - {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ} (¬1) {لَذِكْرٌ لَكَ} قالوا لشرف لك كقوله: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء: 10].
قوله تعالى: {وَلِقَوْمِكَ} قال ابن عباس ومقاتل: لمن آمن منهم، والقوم يحتمل كل من بعث إليه من الناس، ويحتمل أن يراد به قريش و [(¬2)] ابن عباس ومقاتل: المؤمنين (¬3)، ويكون المعنى على هذا: القرآن شرف لك بما أعطاك الله من الحكمة ولقومك المؤمنين بما عوضهم من إدراك الحق به، وإن قلنا: المراد بالقوم: قريش فشرفهم بالقرآن أنه أنزل على رجل منهم.
وروى الضحاك عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك؟ لم يخبر بشيء، حتى نزلت: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} فكان بعد ذلك إذا سئل قال: لقريش (¬4)، وهذا يدل على أن -صلى الله عليه وسلم- فهم من هذا أنه يلي على المسلمين بحكم النبوة وشرف القرآن الذي أنزل على رجل منهم، وقال مجاهد: هو أن يقول الرجل لأخيه: ممن الرجل؟ فيقول: من العرب، فيقول: من أي العرب؟، فيقول: من قريش، فيقول: من أي قريش؟ فيقول: من بني هاشم (¬5)، هذا والله هو الذِّكر والشرف، وعلى هذا
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 76، "تفسير الوسيط" 4/ 74.
(¬2) كذا في الأصل وقد سقط لفظ: (قال).
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 796، "تفسير أبي الليث" 3/ 208، وقد ذكر الأقوال الثلاثة ابن الجوزي ولم ينسبها، قال: أحدها: العرب قاطبة، والثاني: قريش، والثالث: جميع من آمن به، انظر: "زاد المسير" 7/ 318.
(¬4) أخرج ذلك الثعلبي في "تفسيره" 10/ 84 ب عن علي وابن عباس، وعزاه السيوطي في "الدر" لابن عدي وابن مردويه عن علي وابن عباس، انظر: "الدر" 7/ 380، ونسبه البغوي لابن عباس 7/ 215.
(¬5) أخرج ذلك الطبري عن مجاهد دون ذكر بني هاشم، انظر: "تفسيره" 13/ 76، =