كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قوله تعالى: {بَلْ} أي ليس الأمر على ما زعموا {لَا يُؤْمِنُونَ} بالقرآن استكبارًا. ثم ألزمهم الحجة على أنهم كذبوا فيما قالوا بقوله:

33 - {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} أي: إذ قالوا إن محمدًا تقوّله، فقد زعموا أنه من قول البشر فليقولوا مثله.
قال ابن عباس، ومقاتل: بقرآن من تلقاء أنفسهم مثل هذا القرآن كما جاء به {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} أن محمدًا تقوّله (¬1). وهذا في دليل على الإعجاز؛ لأن الله تعالى تحداهم بالقرآن فما رام أحد منهم أن يعارضه بشيء واللسان لسانهم.

35 - ثم احتج عليهم بابتداء الخلق:
قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} قال ابن عباس: يريد من غير نطفة ولا طين (¬2).
وقال الكلبي: من غير أب (¬3).
وقال مقاتل: أكانوا خلقًا من غير شيء هكذا (¬4).
والمعنى: أوجدوا كما هم عليه من كمال الخلقة، وخلقوا من غير أن
¬__________
= القرآن" 17/ 73، "فتح القدير" 5/ 99 وقوله: (بمعنى يرجع إلى أصل) ليست في المراجع السابقة، ولعل معناها إن صحت، أي ليس للتقول وهو الكذب أصل وإنما هو اختلاق وافتراء فقط.
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 287، "تفسير مقاتل" 129 أ.
(¬2) لم أجده عن ابن عباس، والذي ذكره المفسرون عنه قوله: (من غير رب خلقهم وقدرهم).
انظر: "معالم التنزيل" 4/ 241، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 74.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 287، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 74.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 129 أ.

الصفحة 504