كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

37 - قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} قال مقاتل: يقول أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا (¬1). ونحو هذا قال عكرمة: يعني النبوة (¬2). وهذا كقوله: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} [الزخرف: 32]، وقال الكلبي: خزائن المطر والرزق (¬3).
وقال أهل المعاني: هذا عام في جميع مقدورات الله تعالى، وضرب لها المثل بالخزائن, لأن الخزانة بيت مهيأ لجَمْع (¬4) أنواع مختلفة، ومقدوراته كالخزائن التي فيها من كل أجناس المعاني لا نهاية له (¬5) يخرج ما شاء بإيجاده إياه. يقول: أعندهم خزائن ربك فقد أمنوا أن يجري الأمور على خلاف ما يحبون.
{أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} أي: الأرباب المسلطون، ومصدره التسطير (¬6)، ويقال: تسيطرت عليّ، أي: اتخذتني خولا، وعلى هذا قول الليث وأبي عبيدة (¬7).
وقال المبرد: المسيطر المتغلب على الشيء، يقال: تسيطرت علينا أي تكلفت أن تقصرنا على ما تحب (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 129 أ، "معالم التنزيل" 4/ 241.
(¬2) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 241، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 74.
(¬3) انظر: "الوسيط" 4/ 189، "معالم التنزيل" 4/ 241، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 74، عن ابن عباس، وكذا في "تنوير المقباس" 5/ 288.
(¬4) (ك): الجميع).
(¬5) انظر: "تفسير القرطبى" 17/ 74، 75، "البحر المحيط" 1/ 152 عن الرماني.
(¬6) (ك): (التسطير).
(¬7) انظر: "مجاز القرآن" 1/ 233، "تهذيب اللغة" 12/ 326 (سطر).
(¬8) انظر: "اللسان" 2/ 143 (سطر)، "معاني القرآن" للزجاج 5/ 66.

الصفحة 506