كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

الخلق (¬1)، هذا كلامهم، والمعنى: أم هم الأرباب فلا يكونوا تحت أمر ونهي يفعلون ما شاءوا.

38 - قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} قال أبو عبيدة: السلم السبب والمَرْقَى (¬2).
وقد مرَّ تفسير السُّلّم (¬3).
وقوله: {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} قال أبو عبيدة: معنى {فِيهِ} به وعليه (¬4).
وقال المبرد: (فيه) هاهنا بمنزلة (عليه) في الفائدة. والأصل مختلف، فإذا قلت: عليه، فمعناه العلو والارتفاع، وإذا قلت: فيه، فمعناه أنه مكان حواه (¬5). وهذا كقوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] وقد مر.
ومعنى الآية: ألهم سلم إلى السماء يستمعون عليه الوحي فقد وثقوا بما هم عليه وردوا ما سواه. قال المفسرون: يقول: ألهم سبب إلى السماء يرتقون عليه فيستمعون الوحي فيدعون أنهم سمعوا من الله ما هم عليه وأنه حق {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ} إن دعوا ذلك {بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} بحجة واضحة.
وقال أبو إسحاق: المعنى ألهم كجبريل الذي يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالوحي ويبين عن الله -عز وجل-.
¬__________
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 288، "التفسير الكبير" 28/ 261.
(¬2) انظر: "اللسان" 2/ 190 (سلم).
(¬3) عند تفسيره لآية (35) من سورة الأنعام. وقد ذكر معنى الآية ولم يتطرق لمعنى السلم قال الزجاج: والسلم مشتق من السَّلامة وهو الشيء الذي يُسلمك إلى مصعدك. وانظر: "معاني القرآن" 2/ 244.
(¬4) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 233.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 66، "البحر المحيط" 8/ 152.

الصفحة 508