كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

القول: القرآن شرف لمحمد وهو شرف للعرب، ثم للأخص فالأخص من قومه، ولما كان شرف قومه به وشرفه بالقرآن، كان القرآن شرفًا للجميع.
وقوله: {وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} قال الكلبي: أي عن هذا الشرف هل أديتم شكره (¬1).
وقال مقاتل: يعني من كذب به، كأن يسأل: لم كذب به؟ (¬2) فيسأل سؤال توبيخ.
وقال أبو إسحاق: سوف تسألون عن شكر ما جعله الله لكم من الشرف (¬3)، وقال غيره: تسألون عن القرآن وعملكم بما أمرتم به فيه، وعما يلزمكم من القيام بحقه (¬4).

45 - قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} اختلف المفسرون وأهل التأويل في هذه الآية، فذهب طائفة إلى أن المعنى: واسأل مؤمني أهل الكتاب الذين أرسلت إليهم الأنبياء، هل جاءتكم الرسل إلا بالتوحيد؟ وهذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن والمقاتلين، واختيار الزجاج والفراء وابن قتيبة (¬5).
¬__________
= "تفسير الماوردي" 5/ 227، ونسبه القرطبي لمجاهد، انظر: "الجامع" 16/ 94.
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" ص 492، "تفسير الوسيط" عن الكلبي 4/ 74.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 796، "تفسير أبي الليث" 3/ 802.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 413.
(¬4) انظر: "زاد المسير" 7/ 318، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 94، "تفسير الوسيط" 4/ 74.
(¬5) أخرج ذلك الطبري في "تفسيره" 13/ 77 عن قتادة ورجحه، وأوردد البغوي في "تفسيره" 7/ 216، وابن عطية في "تفسيره" 1/ 2634، وابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 319، والقرطبي في "الجامع" 16/ 96، وانظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 34، و"تفسير غريب القرآن" لابن قيبة ص 399.

الصفحة 51