كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

وهذا معنى قور مقاتل: ألهم إله يمنعهم من مكرنا بهم (¬1). يعني: إن الذين اتخذوهم آلهة ليست بآلهة تدفع وتضر وتنفع.
ثم نزه نفسه بقوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي: عمن يجعلونه شريكًا لله.

44 - ثم ذكر عنادهم وقساوة قلوبهم فقال: قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} قال مقاتل: يعني: جانبًا من السماء يسقط عليهم لعذابهم لقالوا من تكذيبهم: هذا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ بعضه على بعض (¬2). والمعنى: إن عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم لم ينتهوا عن كفرهم، وقالوا هو قطعة من السحاب، وهذا معنى قول ابن عباس (¬3).
قال أبو إسحاق: أعلم الله -عز وجل- هؤلاء لا يعتبرون ولا يوقنون ولا يؤمنون بأبهر ما يكون من الآيات (¬4).

45 - ثم أخبر (¬5) نبيه عن إيمانهم فقال:
قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} يقول: فخل عنهم، يعني لا تهتم بهم حتى يعاينوا يوم موتهم. وهذا تهديد لهم. ومعنى (يصعقون): يموتون، من قوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 68] وقُرئ {يُصْعَقُونَ} بضم الياء (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 129 ب.
(¬2) انظر: المرجع السابق.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 289، "معالم التنزيل" 4/ 242.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 5/ 68.
(¬5) (ك): (حثب) ولعل الصواب ما أثبته.
(¬6) قرأ ابن عامر، وعاصم (يُصعقون) بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها. انظر: "حجه القراءات" ص 684، "النشر" 2/ 379 , "الإتحاف" ص 401.

الصفحة 511