كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

بالعذاب) لأنهم عذبوا بهذه الآيات فكانت عذابًا لهم ومعجزات ودلالات لموسى، فغلب عليهم الشقاق [لم] (¬1) يؤمنوا.

49 - {وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ} قال ابن عباس: يقولون أيها العالم، وكان الساحر فيهم عظيمًا يعظمونه ويعزونه ولم يكن صفة ذم (¬2)، وقيل: إنهم قالوا ذلك جهلاً منهم بصفته.
وقال أبو إسحاق: إنهم خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر، ولم يناقشهم موسى في مخاطبتهم إياه بذلك رجاء أن يؤمنوا، قوله تعالى: {بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} فيمن آمن به من كشف العذاب عنهم (¬3).
قوله: {إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} أي: مؤمنون بك، قاله ابن عباس (¬4) ومقاتل قال: وكان الله عهد إلى موسى لئن آمنوا كشفت عنهم العذاب، فدعا موسى ربه فكشف عنهم فلم يؤمنوا فذلك قوله:

50 - {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} أي: العهد الذي عاهدوا عليه موسى (¬5) وهو مذكور في قوله: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} الآية من سورة الأعراف [آية: 134].
ومعنى ذكر هذه القصة هاهنا: أن حال موسى مع قومه كحال محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن أمره يؤول إلى الاستعلاء كما آل أمر موسى.
¬__________
(¬1) كذا في الأصل ولعل الصواب (فلم أو ولم)، وهي كذلك في "الوسيط" 4/ 76.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 80، "تفسير الثعلبي" 10/ 86 أ، "تفسير الماوردي" 5/ 229، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 97، "تفسير الوسيط" 4/ 76.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 414.
(¬4) ذكر ذلك البغوي 7/ 217، والمصنف في "الوسيط" ولم ينسباه 4/ 76.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 797، "تفسير البغوي" من غير نسبه 7/ 217.

الصفحة 55