كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قال الأزهري: وإذا كان بمعنى يضجون (¬1)، فالوجه الكسر في يصدون، وبه قرأ ابن عباس وفسره يضجون (¬2).
واختاره أبو عبيدة قال: ونرى مَنْ ضمها أراد الصدود عن الحق ولو كان من هذا القبيل [..] (¬3) {عَنْهُ} يصدون ولم يكن {مِنْهُ} ولكنه عندنا على ما فسره ابن عباس يضجون.
وقال أبو عبيدة: يصدون يضجون، ومن ضمها أراد يعدلون (¬4) ويريغون (¬5) وأما تعلق أبي عبيدة بقوله: (منه) ولم يقل عنه، فذلك لا يدل على ترجيح الكسر؛ لأن من ذهب في (يصدون) إلى الضم بمعنى: يعدلون، كان المعنى إذا قومك منه، أي: من أجل المثل يصدون، ولم يصل يصد بـ (من) ومن قرأ بالكسر جعل (من) متصلة به كما تقول: ضج من كذا، وذكر ذلك أبو علي (¬6).
وذكر أكثر المفسرين (¬7) أن هذه الآية نزلت في مجادلة ابن الزبعرى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزل قوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ} [الأنبياء: 98] وقد
¬__________
(¬1) يقال: أضَجَّ القوم اضجاجًا إذا صاحو وجَلَّبُوا، فإذا جزعوا من شيء وغُلِبُوا قيل: ضجُّوا يَضِجُّون. انظر: "تهذيب اللغة" (ضج) 10/ 447.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" (صد) 12/ 104، "حجة القراءات" ص 652.
(¬3) كذا في الأصل وقد سقط لفظ: (لكان).
(¬4) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 205.
(¬5) قال الليث: الرَّوّاغ: الثعلب، وهو أروَغُ من ثعلب، وطريق رائغ مائل، وراغَ فلانُ إلى فلانٍ إذا مال إليه سرًّا. انظر: كتاب: العين (روغ) 4/ 445، "تهذيب اللغة" (راغ) 8/ 186.
(¬6) انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 155.
(¬7) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 86، "الثعلبي" 10/ 87 ب، "تفسير مقاتل" 3/ 799.

الصفحة 66