كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

إله، إنما هو عبد أنعمنا عليه، خلقته من روحي وكلمتي، وقال مقاتل: أنعمنا عليه بالنبوة (¬1).
{وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}، قال الكلبي: معتبرًا (¬2).
وقال مقاتل: يعني أنه وغيره ليعتبروا حين [ولده] (¬3) من غير أب.
وقال قتادة: آية لبني إسرائيل (¬4).
والمعنى: أنهم يعرفون به قدرة الله فيعلمون أن من قدر على خلق ولد من غير أب قادر على ما يشاء، فهو مثل لهم يشبهون به ما يرون من أعاجيب صنع الله تعالى، ثم [خاطبهم] (¬5) كفار مكة فقال:

60 - {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً} أي لو نشاء لأهلكناكم ولجعلنا بدلكم ملائكة {فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} يكونون خلفًا منكم، قاله الكلبي (¬6)، وقال قتادة: يخلف بعضهم بعضًا مكان ابن آدم، وقال محمد: يعمرون الأرض بدلاً منكم، وقول قتادة معنى قول ابن عباس في رواية عطاء قال: كما جعلت في ولد آدم أمة بعد أمة، وقومًا بعد قوم خلفًا من قوم (¬7).
قال الأزهري: و (من) قد يكون للبدل كقوله: لجعلنا منكم، يريد بدلاً
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 799، ولم أقف على قول ابن عباس.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" ص 793.
(¬3) كذا رسمها في الأصل ولعل الصواب (ولد)، انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 799، 800.
(¬4) انظر: "تفسير أبي الليث" 3/ 211، "تفسير مقاتل" 3/ 800، "الطبري" 13/ 89.
(¬5) كذا في الأصل، ولعل الصواب (خاطب).
(¬6) انظر: "تنوير المقباس" ص 493.
(¬7) أخرج الطبري قول قتادة، وأخرج القول الثالث عن مجاهد. انظر: "تفسيره" 13/ 89، وأورد الماوردي قول الكلبي ونسبه للسدي. انظر: "تفسيره" 5/ 235، وأورد القرطبي قول قتادة، ونسبه لابن عباس. انظر: "الجامع" 16/ 105.

الصفحة 69