كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

تفسير سورة الزخرف
بسم الله الرحمن الرحيم

1، 2 - {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} قال ابن عباس: قَسَمٌ من الله بالقرآن المبين (1)، يريد الذي بَيَّنَ فيه الفرائض والسنن والشرائع، قال أبو إسحاق: {الْمُبِينِ} الذي أبانَ طريقَ الهدى من طرق الضلالة، وأبان كلَّ ما تحتاج إليه الأمة (2).
3 - قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أي: صَيَّرناه. والجَعْل يكون بمعنى (3) التصيير، ذكرنا ذلك في قوله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} [المائدة: 103] والمعنى: صَيَّرْنا قرآنَ هذا الكتاب عربيًّا, لأن من القرآن العبراني (4)
__________
(1) ذكر ذلك الطبري 13/ 47، والبغوي 7/ 205، وابن الجوزي 7/ 302 ولم ينسبوه.
(2) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 405.
(3) انظر: "تهذيب اللغة" (جعل) 1/ 373، "اللسان" (جعل) 11/ 111، "مفردات الراغب" (جعل) ص 94، "تفسير البغوي" 7/ 205، "تفسير ابن عطية" 14/ 239.
(4) قال السيوطي: اختلف الأئمة في وقوع المعرَّب في القرآن، فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي، وابن جرير، وأبو عبيدة، والقاضي أبو بكر، وابن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك، وقال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذاباً بالنبطية فقد أكبر القول. وقال ابن أوس: لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله، لأنه أتى بلغات لا يعرفونها. وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير =

الصفحة 7