كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قال مقاتل: على التوحيد (¬1)، {هَذَا} قال ابن عباس: يريد الذي أنا عليه (¬2) {صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} من دين إبراهيم.

63 - قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ} قال قتادة ومقاتل: يعني الإنجيل (¬3).
{وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} مذهب أبي عبيدة أن بعض هاهنا بمعنى الكل (¬4)، وذكرنا ذلك عند قوله: {يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} [غافر: 28] وعلى هذا المعنى، ولأبين لكم ما تختلفون فيه، قال ابن عباس: يعني ما تختلفون فيه، يعني أحكام التوراة (¬5)، وقال السدي: يعني اختلاف الفرق الذين تحزبوا في أمر عيسى، وقيل: لأبين لكم أمر دينكم دون أمر دنياكم (¬6)، وعلى هذه الأقوال ليس المراد بالبعض الكل.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" 7/ 220، "زاد المسير" 7/ 326، فقد ذكرا قول مقاتل من غير نسبة ولم أجد هذا القول له في "تفسيره" 3/ 800.
(¬2) ذكر ذلك البغوي ولم ينسبه، وكذلك ذكره في "الوسيط" 4/ 79 ولم ينسبه.
(¬3) أخرج الطبري 13/ 92 قول قتادة، "تفسير الماوردي" 5/ 236، وانظر: "تفسير مقاتل" 3/ 800.
(¬4) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 205، وأورد الطبري 13/ 92 هذا القول قال: وقيل إن معنى البعض في هذا الموضع بمعنى الكل، واستشهد ببيت من الشعر للبيد وهو قوله:
ترَّاك أمكنةٍ إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النفوس حمامها
(¬5) ذكر ذلك في "الوسيط" ونسبه لمجاهد، وذكر عن ابن عباس: ما تختلفون فيه من أمري وأمر دينكم انظر: "الوسيط" 4/ 81.
(¬6) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 92، "تفسير البغوي"، وقد نسب قول السدي لقتادة 7/ 220 وقال الطبري: (كان بينهم اختلاف كثير في أسباب دينهم ودنياهم)، فقال لهم: أبين لكم بعض ذلك، وهو أمر دينهم دون ما هم فيه مختلفون من أمر دنياهم، فلذلك خص ما أخبرهم أنه يبينه لهم.

الصفحة 71