كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قوله: {لَدَيْنَا} يجوز أن يكون من صفة أم الكتاب، كما ذكره ابن عباس (¬1)، ويجوز أن يكون المعنى: وإنه لدينا في أم الكتاب. {لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} قال قتادة: أخبر عن منزلته وفضله وشرفه (¬2)، أي: إن كَذَّبتم به يا أهل مكة فإنه عندنا رفيع، شريف، محكم من الباطل، قاله المفسرون (¬3).
وقال أهل المعاني: العلي في البلاغة المظهر ما بالخلق إليه حاجة (¬4) في أحسن البيان، جهله من جهله، وعلمه من علمه.

5 - قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} قال الفراء (¬5) والزجاج (¬6): يقال: ضربت عنه وأضربت عنه، أي: تركته وأمسكت عنه. وقوله: (صفحًا). قال ابن قتيبة: أي: إعراضًا، يقال: صَفَحْت عن فلان، إذا أعرضت عنه، والأصل في ذلك أنك موليه صَفْحةَ عنقك. قال كُثيِّر يذكر امرأةً صفوحًا:
صفُوحًا فَما تَلْقَاكَ إلا بَخِيلَةً ... فَمنْ مَلَّ مِنْها ذَلِك الوَصْلَ مَلَّتِ
أي: معرضة بوجهها (¬7).
وقال أبو علي: وانتصاب (صفحًا) من باب: (صُنْعَ الله) لأن قوله: (أفنضرب عنكم الذكر) يدل على أصفح عنكم صفحًا (¬8)، واختلفوا في
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 48، "تفسير ابن كثير" 6/ 216.
(¬2) أخرج ذلك الطبري عن قتادة، انظر: "تفسيره" 13/ 49، "تفسير الوسيط" 4/ 63.
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" 7/ 205، "تفسير الوسيط" 4/ 64.
(¬4) انظر: "غرائب التفسير" للكرماني 2/ 1060.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 28.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 405.
(¬7) إلى هنا انتهى ما نقله عن ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص 395.
(¬8) انظر: "الحجة للقراء السبعة" 6/ 138.

الصفحة 9