كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

كانوا يتشاءمون بذلك اليوم (¬1).
وقال الكلبي: كان شؤم ذلك اليوم عليهم (¬2).
قال أبو إسحق: قيل في يوم أربعاء في آخر الشهر لا يدور (¬3)، ومعنى مستمر دائم الشؤم.
قال الفراء: استمر عليهم بنحوسته (¬4)، وتفسير المستمر قد مر في هذه السورة (¬5).
ومعنى {نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} قوي يأتي عليهم فيهلكهم حتى لا يبقى منهم أحداً.
وروي عن قتادة أنه قال: استمر بهم إلى نار جهنم (¬6)، وفي هذا نحتاج إلى تقدير محذوف.
¬__________
(¬1) انظر: "الوسيط" 4/ 21، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 135.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 37.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 5/ 89، قال الألوسي: على معنى أن ابتداء إرسال الرياح كان فيه فلا ينافي آيتي فصلت، والحاقة. "روح المعاني" 27/ 85.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 3/ 18 قال ابن كثير: ومن قال إن اليوم النحس المستمر هو يوم الأربعاء وتشاءم به لهذا اللهم فقد أخطأ وخالف القرآن، فإنه قال في الآية الأخرى {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} ومعلوم أنها ثمانية أيام متتابعات فلو كانت نحسات في أنفسها لكانت جميع الأيام السبعة المندرجة فيها مشؤومة. وهذا لا يقوله أحد، وإنما المراد في أيام نحسات أي عليهم. انظر: البداية والنهاية 1/ 128.
(¬5) ذكر المؤلف معنين لقوله تعالى {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}، أحدهما: ذاهب، والآخر: قوي شديد، وهذا المعنى يفسر به الاستمرار هنا دون الأول، والله أعلم.
(¬6) انظر: "جامع البيان" 27/ 58، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 264، و"روح المعاني" 27/ 83 - 84، وفيه زيادة بيان وإيضاخ.

الصفحة 104