كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

نكون له تبعاً {إِنَّا إِذًا} إن فعلنا ذلك {لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} قال الكلبي: خطأ ذهاب عن الحق (¬1).
{وَسُعُرٍ} قال أبو عبيدة: جمع سُعْر (¬2). والمفسرون وأهل المعاني ذكروا في السعر معنيين.
قال مقاتل: يعني شقاء وعناء، وهو قول قتادة، والكلبي (¬3)، واختيار الفراء، قال: أراد بالسعر العناء للعذاب (¬4)، وهو قول الحسن، قال: أراد شدة العذاب (¬5)، ويكون المعنى على هذا القول: إنا إن اتبعناه فنحن في ضلال وفي عذاب مما يلزمنا.
وقال عطاء عن ابن عباس: وجنون (¬6). وأصل هذا من قولهم: ناقة مسعورة، إذا كانت كأن بها جنونًا، ومنه قول الشاعر:
تخال بها سُعْرا إذا العيس هزها ... ذميل وإيضاع من السير متعب (¬7)
وذكر أبو إسحق القولين (¬8)، والمبرد ذكرهما وجمع بينهما فقال:
¬__________
(¬1) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 26 أ، و"الوسيط" 4/ 21، و"البغوي" 4/ 261.
(¬2) انظر: "جامع البيان" 27/ 59، و"فتح القدير" 5/ 126 ونسبه الثعلبي في "تفسيره" 12/ 26 أإلى سفيان ابن عيينة.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 133 ب، و"جامع البيان" 27/ 59، و"الكثمف والبيان"، 12/ 26/ أ.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 3/ 18.
(¬5) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 26 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 261 - 262.
(¬6) انظر: "زاد المسير" 8/ 96، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 138.
(¬7) لم أجده منسوبًا، وقد ورد في "تخريجات الكشاف" ص 15، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 138، و"البحر المحيط" 8/ 18، وفي الألفاظ اختلاف يسير، والذميل ضرب من سير الإبل. "اللسان" (ذمل).
(¬8) انظر: "معاني القرآن" 5/ 89.

الصفحة 107