كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

قال أبو عبيدة، والمبرد، والزجاج: المحتظر صاحب الحظيرة (¬1).
واختلفوا في (هشيم المحتظر) ما هو؟ فقال الكلبي: وذلك أن الرجل كان يجعل لغنمه حظيرة يحظرها فيها دون السباع (¬2) من الشجر، فما سقط من ذلك الشجر وداسته الغنم فهو هشيم، فشبه القوم به حين فرقت حومهم وعظامهم (¬3)، وهذا القول اختيار الزجاج، فقد قال: كانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة (¬4).
وهذا يحتمل أنه أراد الذي صار هشيمًا مما جمعه، ويحتمل أنه أراد أن صاحب الحظيرة، وهو صاحب الماشية يجمع الهشيم لعلف ماشيته، وقد صرح المبرد بهذا فقال: المحتظر هو الذي يجمع الهشيم لغنمه، فاضيف إليه؛ لأنه يجمعه. ونحو هذا قال ابن قتيبة: يعني الذي يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه (¬5).
وقال مقاتل: شبههم في الهلاك بالهشيم البالي، وهو الحظيرة من قصب يصيبها ماء السماء وحر الشمس فتبلى من طول الزمان (¬6).
وقال الفراء: معنى قولهم: كهشيم المحتظر، أي كهشيم الذي يحتظر على غنمه (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 241 و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 9.
(¬2) في (ك): (الشمال).
(¬3) انظر: "جامع البيان" 27/ 61، عن الضحاك، انظر: "الكشف والبيان" 12/ 27 أ، عن ابن عباس، و"معالم التنزيل" 4/ 262، عن ابن عباس.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 9.
(¬5) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص 434.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 133 ب.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 18.

الصفحة 113