كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

قال الأزهري: أراد أنه حظر حظارًا رطبًا على حظار قديم قد يبس (¬1). والمعنى أنهم بادوا وهلكوا فصاروا كيابس الشجر إذا تحطم. وقال عطاء عن ابن عباس: يريد مثل القمح الذي قد يبس وهشم (¬2). وعلى هذا المحتظر الذي يتخذ حظيرة على زرعه، والهشيم فتات السنبل وقصب القمح إذا ديس. وذكر في الآية قولان فاسدان.
أحدهما: كالتراب الذي يتناثر من الحائط (¬3)، وذلك لا يسمى هشيماً. والآخر: كالعظام المحترقة (¬4)، وهذا بعيد.

34 - قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا} معنى الحصب في اللغة الرمي، ذكرنا ذلك في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 9]، والحاصب الرامي، ويكون الذي يرمى به، قال النضر: الحاصب الحصباء في الريح، كان يومنا ذا حاصب، وريح حاصبةٌ وحَصِبَة فيها حصباء، قال ذو الرمة:
حَفيِفُ نافجةٍ عُثْنونُها حَصِب (¬5)
وقال أبو عبيدة: الحاصب الحجارة، وقد تكون من الجليد، وأنشد
¬__________
(¬1) انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 454 (حظر).
(¬2) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 243.
(¬3) قاله سعيد بن جُبير. انظر: "جامع البيان" 27/ 61، انظر: "الكشف والبيان" 12/ 27 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 262.
(¬4) قاله قتادة انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 259، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 142.
(¬5) انظر: "ديوان ذي الرمة" 1/ 126، و"تهذيب اللغة" 4/ 261، و"اللسان" 1/ 649 (حصب) وصدر البيت:
يَرْقُدُ في ظِلَّ عراض ويَطْرُدُهُ
والنافجة: كل ريح تبدأ بشدة،: وقيل أول كل يح تبدأ بشدة. "اللسان" 3/ 683 (نفج).

الصفحة 114