كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وروى الوالبي عن ابن عباس قال: خلق الله الخلق كلهم بقدر، وخلق لهم الخير والشر، فخير الخير السعادة، وشر الشر الشقاوة (¬1).

50 - قوله تعالى {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} قال عطاء عن ابن عباس: يريد أن قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر (¬2).
وقال الكلبي عنه: وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة (إلا واحدة) كطرف البصر (¬3)، وهذا قول مقاتل، يقول: مرة واحدة كرجوع الطرف (¬4). وهذا القول هو اختيار الفراء وأبي عبيد (¬5).
وعلى هذا يختص الكلام بأمر الساعة.
ومعنى اللمح في اللغة: النظر بالعجلة، يقال: لمح البرق ولمح البصر، ولمحه ببصره (¬6).
والأحسن في معنى الآية أن هذا عام في كل ما يخلقه الله تعالى ويريد تكوينه. يقول: إذا أردنا أن نفعل شيئًا فمرة واحدة لأنه ليس منا معاناة ولا علاج ولا توصل بالآلات والأسباب فيكون بمرات كما تكون أفعال العباد، إنما هو كن فيكون.

51 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} يعني أشباهكم
¬__________
(¬1) انظر: "جامع البيان" 27/ 65، و"الكشف والبيان" 12/ 29 ب.
(¬2) انظر: "الوسيط" 4/ 216، و"معالم التنزيل" 4/ 265، و"زاد المسير" 8/ 12.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 37، و"الوسيط" 4/ 216، و"معالم التنزيل" 4/ 265.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 134 ب.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 11.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 5/ 97، و"اللسان" 3/ 398، و"مفردات الراغب" ص 454 (لمح).

الصفحة 126