كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

أن المراد با لأنام كل ذي روح، وهو قول الشعبي (¬1)، وقال الحسن: للجن والإنس (¬2)، وهو اختيار أبي إسحاق (¬3).
قوله: {فِيهَا فَاكِهَةٌ} أي في الأرض فاكهة، يعني كل ما يتفكه من ألوان الثمار. وذكر ابن عباس منها العنب والتين والخوخ والتفاح (¬4).
{وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ} معنى الكم في اللغة ما ستر شيئًا وغطاه، ومنه كم القميص، ويقال للقلنسوة كمة، وأكمام الزرع: غلفها، وذكرنا ذلك عند قوله {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} (¬5) قال ابن عباس: يريد الطلع (¬6)، قال الكلبي: {ذَاتُ الْأَكْمَامِ} ذات الغلف، وثمرها في غلف الكُفُرَّاه: ما لم تنشق وهي كمه (¬7)، فإذا انشقت منها الكفراه فليست أكمامها. وقال الحسن وقتادة: أكمامها ليفها (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 64، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 262، و"جامع البيان" 27/ 7، و"الكشف والبيان" 12/ 35 أ.
(¬2) انظر:، جامع البيان" 27/ 7، و"الكشف والبيان" 12/ 34 ب، و"الدر" 6/ 141.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 5/ 97، قلت: ولعل الصواب أن المراد بالأنام جمع ذوات الأرواح من الجن والإنس وغيرهم، فقد روى البخاري في "صحيحه"، كتاب بدء الخلق، باب في النجوم، قال: قال ابن عباس: {الأنام} الخلق، وأخرجه ابن جرير في "جامعه" 7/ 17، من طريق علي بن أبي طلحة.
(¬4) لم أجده.
(¬5) عند تفسيره للآية (47) من سورة فصلت. وانظر: "تهذيب اللغة" 9/ 465، و"اللسان" 3/ 196 (كمم)
(¬6) انظر: "جامع البيان" 7/ 27، و"معالم التنزيل" 4/ 267، عن ابن زيد.
(¬7) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 314، والكافور: وعاء الطلح قبل أن ينشق. وهو الكَفَرُ، والكُفُرَّي، والكِفِوى، والكَفَرَّى، والكُفَرَّي.
(¬8) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 262، و"جامع البيان" 27/ 7، و"الثعلبي" 12/ 35 أ.

الصفحة 141