كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وقال مقاتل {وَهُوَ} يعني جبريل {بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} يعني من قبل المطلع (¬1).
وقال الكلبي: يعني مطلع الشمس (¬2)، وهذا قول الجميع في الأفق الأعلى. يعني: أفوق المشرق (¬3). وذكرنا تفسير الأفق عند قوله: {آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} (¬4).
قال المفسرون: إن جبريل كان يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صورة الآدميين فسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريه نفسه على صورته التي جعل عليها فأراه نفسه مرتين. مرة في الأرض، ومرة في السماء، فأما في الأرض ففي الأفق الأعلى، وذلك أن محمدًا (¬5) -صلى الله عليه وسلم- كان بحراء (¬6) فطلع له جبريل من المشرق فسد الأفق إلى المغرب، فخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مغشيًّا عليه، فنزل جبريل في سورة الآدميين وضمه إلى نفسه، وجعل يمسح الغبار عن وجهه، ومثل هذا (¬7) قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23]، وأما في
¬__________
= النجم 6/ 176، عن ابن مسعود بلفظ {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} ... رأي جبريل له ستمائة جناح.
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 130 أ.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 291.
(¬3) انظر: "تفسير عبد الرزاق 2/ 250، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 88.
(¬4) عند تفسيره لآية (53) من سورة فصلت. حيث قال: واحد الآفاق أفق وهو الناحية من نواحي الأرض، وكذلك آفاق السماء أطرافها ونواحيها.
(¬5) قوله: (وذلك أن محمدًا) زيادة من "الوسيط" حيث لم تظهر في (ك).
(¬6) حراء بالكسر والتخفيف والمد: جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال.
انظر: "معجم البلدان" 2/ 233.
(¬7) في (ك): (ومثل هذا) لم تظهر ولعل ما أثبته يقيم العبارة.

الصفحة 15