كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

انتقل فصار كالحمأ المسنون، تم انتقل فصار صلصالًا كالفخار (¬1). فهذا كله أصله التراب وليس في شيء ينقض بعضه بعضا، قال أبو عبيدة: والفخار ما طبخ بالنار (¬2)، وقال المبرد: الفخار الخزف، كأنه والله أعلم طين من يبسه كالخزف (¬3).

15 - قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} تفسير الجان قد سبق في سورة الحجر (¬4)، قال أبو عبيدة: مارج من خلط (¬5) من نار.
وقال الليث: المارج من النار: الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد (¬6).
واختلف المفسرون في المارج فذكر الكلبي أنه نار لا دخان لها، منها تكون الصواعق (¬7)، والأكثرون قالوا إنه الصافي من لهب النار، وهو قول ابن عباس ومقاتل وعكرمة ومجاهد، قالوا: إنه اللهب الذي يعلو النار فيختلط بعضه ببعض أحمر وأصفر وأخضر (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 98.
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 243.
(¬3) انظر: "الوسيط" 4/ 22، و"فتح القدير" 5/ 133.
(¬4) عند تفسيره لآية (27) من سورة الحجر. وجَنَّ الشي يجنه جناً ستره. وكل شيء ستر عنك فقد جن عنه، والجّانُّ: أبو الجن، خلق من نار ثم خلق منه نسله.
والجانُّ: الجنُّ. وهو اسم جمع كالجامل والباقر. انظر: "اللسان" 1/ 517 (جنن).
(¬5) (ك): (خالص) وانظر: "مجاز القرآن" 2/ 243.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 11/ 71، و"اللسان" 3/ 461 (مرج).
(¬7) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 315.
(¬8) انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 64، و"تفسير مقاتل" 135 أ، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 232، و"جامع البيان" 27/ 74، و"الكشف والبيان" 12/ 36 أ.

الصفحة 152