كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

تقدم في سورة الفرقان (¬1).
والمعنى أن الله تعالى ذكر عظيم قدرته حيث خلى البحرين العذب والملح يلتقيان، أي: يلتقيين كما تقول: تركت زيدًا وعمرا يقتتلان - ثم لم يختلط أحدهما بالآخر، وهو قوله:

20 - {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} أي حاجز من قدرة الله تعالى، فلا ينبغي الملح على العذب فيفسده ولا يبغي على الملح فيختلط به. والمعنى لا يطلبان أن يخرجا مما حد لهما، هذا قول مقاتل وأكثر المفسرين (¬2).
وقال الحسن وقتادة: (برزخ) يعني الأرض التي بينهما وهي الحجاز {لَا يَبْغِيَانِ} لا يطمان على الناس بالغرق (¬3)، والقول هو الأول؛ لقوله تعالى في سورة الفرقان: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ}.

22 - قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} هو أكثر القراء (¬4) (يُخْرَج) بضم الياء وفتح الراء من الإخراج، لأنه يخرج ولا يخرج بنفسه، ومن قرأ يَخرج فهو اتساع، وذلك أنه إذا أخرج خرج (¬5).
¬__________
(¬1) تقدم تخريجها.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 135 أ، و"جامع البيان" 27/ 75 - 76، و"الكشف والبيان" 12/ 36 ب.
(¬3) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 263، و"جامع البيان" 27/ 75، و"معالم التنزيل" 4/ 169.
(¬4) في (ك): (القراءة).
(¬5) قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر، ويعقوب {يَخْرُجُ} بضم الياء وفتح الراء. وقرأ الباقون {يَخْرُجُ} فتح الياء وضم الراء.
انظر: "حجة القراءات" ص 691، و"الحجة للقراء السبعه" 6/ 247، و"النشر". 2/ 38، و"الإتحاف" ص 45.

الصفحة 154