كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

كأنها الجبال، وقال الكلبي: شبهها بالجبال إذا رفع شروعها. (¬1)
وقال مجاهد: ما رفع قِلْعُه من السفن فهي منشأة، وما لم يرفع قِلْعُها فليست منشأة (¬2)، واختار أبو عبيد فتح الشين وقال إن تفسيرهما التي رُفِع قلعها (¬3)، قال الزجاج: المنشآت المرفوعات الشُّرُع (¬4)، وهذا القول تفسير ثالث للمنشآت سوى الذين ذكرناهما.

26 - قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا} أي على الأرض، وقد سبق ذكرها في قوله {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا}، والمعنى أن كل من دب ودرج على أرض من حيوان فهو (فانٍ) هالك، قال الكلبي ومقاتل: لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة: هلك أهل الأرض، فلما نزل {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] أيقنت الملائكة بالهلاك (¬5).
قال الشعبي: إذا قرأت {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} فلا تسكت حتى تقول: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (¬6).
وذكر أهل المعاني في الوجه هاهنا قولين: أحدهما: أن المعنى ويبقى ربك الظاهر بأدلته كظهور الإنسان بوجهه، فالوجه على هذا عبارة عن الظهور.
¬__________
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 316.
(¬2) انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 641، و"جامع البيان" 27/ 78.
(¬3) انظر: "حجة القراءات" ص 692.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 1/ 5.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 135 ب، و"الكشف والبيان" 12/ 38 أ، عن ابن عباس، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 165، عن ابن عباس ومقاتل، و"شرح العقيدة الطحاوية" 2/ 62.
(¬6) انظر: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 272 - 273.

الصفحة 158