كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وتهديد، وهو قول مقاتل والضحاك، وابن عباس في رواية عطاء، قال: هذا تهديد منه لعباده (¬1).
وذهب قوم إلى أن المعنى سنوفر عليكم ما وعدناكم من الحساب والجزاء بالثواب والعقاب وننجزه لكم، وهذا قول الحسن، وابن زيد، وابن كيسان (¬2).
ويقال: فَرّغَ يَفْرَغُ وَيفْرُغُ وفَرغَ يَفْرَغُ. كل ذلك مروي عن أهل اللغة (¬3).
وقراءة العامة (سنفرغ) بالنون. وقرئ بالياء على الغيبة (¬4) لتقدم قوله: {وَلَهُ الْجَوَارِ} وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}.
وقوله: {أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} يريد الجن والإنس في قول الجميع.
قال أهل المعاني: وإنما وصف الجنس والإنس بأنهما ثقلان لعظم شأنهما بالإضافة إلى ما في الأرض من غيرهما، فهما أثقل وزنًا لعظم الشأن بالعقل والتمكين والتكليف لأداء الواجب في الحقوق (¬5).
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: العرب تقول لكل شيء نفيس مصون: ثَقَل، وأصله من بيض النعام المصون، قال ثعلبة بن صُعير
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 135 ب، و"جامع البيان" 27/ 79، و"معالم التنزيل" 4/ 27.
(¬2) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 40 أ، ب، و"معالم التنزيل" 4/ 271، و"فتح القدير" 5/ 136.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" 8/ 19، و"اللسان" 2/ 184 (فرغ).
(¬4) (ك): من قوله (وقراءة العامة) إلى هنا مكرر. وقرأ حمزة، والنسائي، وخلف {سيفرغ} بفتح الياء وضم الراء. وقرأ الباقون {سَنَفْرُغُ} بالنون. انظر: "حجة القراءات" 692، و"الحجة للقراء السبعة" 6/ 248 - 249، و"النشر" 2/ 381، و"الإتحاف" ص 46.
(¬5) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 271، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 169.

الصفحة 166