كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

قوله تعالى: {إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}، قال مقاتل: يقول إنسي ولا جني (¬1).
والجان هاهنا واحد الجن، قال ثعلب، عن عمرو، عن أبيه: الجان من الجن وجمعه جنان (¬2)، ويدل على صحة قول مجاهد في هذه الآية.

41 - قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} قال جماعة المفسرين: يعرف بسواد الوجوه وزرقة الأعين (¬3)، ودليل ذلك قوله: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] وقوله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه:102].
قال عطاء عن ابن عباس في تفسير المجرمين في هذه الآية: يريد أبا جهل والأسود والوليد والنضر.
قوله تعالى {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} قال الكلبي: تأخذهم الملائكة وهم على الصراط بنواصيهم فيصرعونهم في النار (¬4).
وروى الأعمش عن رجل عن ابن عباس قال يؤخذ بناصيته وقدميه فيكسر كما يكسر الحطب ويطرح في التنور (¬5).
وقال أبو إسحاق نجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي من خلف ويلقون في النار وذلك أشد لعذابهم والتشويه بهم (¬6)، ويقال لهم:

43 - {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ} قال الكلبي: تقول الملائكة
¬__________
(¬1) انظر: "روح المعاني" 27/ 114، وليس في تفسير مقاتل.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" 10/ 493، و"اللسان" 1/ 516 (جنن).
(¬3) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 265، و"جامع البيان" 27/ 83.
(¬4) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 320، و"معالم التنزيل" 4/ 273.
(¬5) أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في "البعث والنشور"، و"الدر" 6/ 145، وفي "تفسير ابن كثير" 4/ 275، عن الأعمش عن ابن عباس وذكره.
(¬6) انظر: "معاني القران" 5/ 101 - 102.

الصفحة 179