كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

لهم: هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها أنها لا تكون (¬1).
ثم أخبر عن حالهم فيها فقال:

44 - {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} قال أبو عبيدة: (آن) بلغ إناه في شدة الحر وكل مدركٍ آن (¬2).
وقال الفراء: هو الذي قد انتهى شدة حره (¬3).
قال الزجاج: أني يأني فهو آنٍ إذا انتها في النضج والحرارة (¬4).
قال عطاء: يريد قد انتهى غليانه كقوله {مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] يريد حارة (¬5)، وقال الحسن: قد بلغ منتهى حره، وهذا قول الجماعة (¬6).
ومعنى الآية أنهم يسعون بين عذاب الجحيم وبين الحميم فإذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم الآني الذي قد صار كالمهل، وهو قوله: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا} [الكهف: 29] الآية، نستجير بالله برحمته منهما (¬7).
قال أهل المعاني (¬8): وكل ما ذكر من قوله {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا} إلى هنا مواعظ ومزاجر وتهدد ووعيد وزجر وتخويف وهي كلها نعمة من الله تعالى بالانزجار
¬__________
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 325، و"الوسيط" 4/ 225.
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 245.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 118.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 102.
(¬5) لم أجده عن عطاء، وعن ابن عباس قال: يقول: غلي حتى انتهى عليه، ومثله عن الضحاك.
انظر: "جامع البيان" 27/ 84.
(¬6) قال ابن كثير: وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك، والحسن، والثوري، والسدي.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 276
(¬7) في (ك): (قوله تعالى) زيادة لا فائدة منها.
(¬8) انظر: "الوسيط" 4/ 225، و"التفسير الكبير" 29/ 121.

الصفحة 180