كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وقال أبو إسحاق: تدنو منهم حتى يتناولوه بأفواههم أو بأيديهم (¬1).
قوله تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}، قال مقاتل: يعني في الجنتين اللتين ذكرتا بعد في قوله {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} قال: وهي جنة عدن، وجنة النعيم، وجنة الفردوس، وجنة المأوى (¬2) فقال أبو إسحاق: قوله (فيهن) وإنما ذكر جنتين يعني في هاتين الجنتين، وما أعد لصاحب هذه القصة غير هاتين الجنتين (¬3).
وقال غيره من أهل المعاني (¬4): الضمير يعود على الفرش وهي أولى بالعود عليها من الجنان لتقدم ذكرها، قال: ويجوز أن يرجع إلى الجنان لأنها معلومة فصارت كأنها قد ذكرت.

56 - وقوله {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أي حور ونساء قاصرات الطرف، وقد تقدم تفسيرها عند قوله {وَعِندَهُم قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} (¬5).
قال ابن عباس: قصرت طرفها على زوجها فلا ترى أن خلقًا أكرم على الله منه ولا أجمل ولا أحسن (¬6)، وقال ابن زيد: إنها لتقول لزوجها: وعزة ربي ما أرى في الجنة شيئًا أحسن منك فالحمد لله الذي جعلني زوجك
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" 5/ 104.
(¬2) انظر: "تفسر مقاتل" 136 ب.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 5/ 103، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 18.
(¬4) قال الزمخشري: {فِيهِنَّ} في هذه الآلاء المعهودة من الجنين والعينين والفاكهة والفرش والجني، أو في الجنتين لاشتمالهما على أماكن وقصور ومجالس. "الكشاف" 4/ 54.
(¬5) انظر: "جامع البيان" 27/ 87، و"الكشف والبيان" 12/ 44 ب، و"البغوي" 4/ 275.
(¬6) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 247.

الصفحة 188