كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وجعلك زوجي.
قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} قال أبو عبيدة: لم يمسهن، يقال: ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه.
ونحو ذلك أخبرني العروضي (¬1) عن الأزهري قال: أخبرني المنذري، عن ابن فهم، عن محمد بن سلام، أنه سأل يونس عن قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} فقال: تقول العرب هذا جمل ما طمثه حبل قط أي لم يمسه (¬2).
وروى سلمة عن الفراء قال: الطمث الافتضاض، وهو النكاح بالتدمية، والطمث هو الدم، وفيه لغتان: طَمَثَ يَطْمُثُ ويَطْمِثُ (¬3). وقال الليث: طمثت الجارية إذا افترعتها، والطامث في اللغة هي الحائض، قال أبو الهيثم: يقال للمرأة طمثت تطمث أي أدميت بالافتضاض، وطَمَثَتْ على فعلت تطمث، إذا حاضت أول ما تحيض وهي طامث، وقال في قول الفرزدق (¬4):
خرجن إليّ لم يطمثن قبلي ... وهن أصحُّ من بيض النعامِ
أي: لم يمسسن (¬5).
قال المفسرون: لم يطأهن ولم يغشهن ولم يجامعهن، هذه ألفاظهم (¬6)، وهم مختلفون في هؤلاء فبعضهم يقول: هن اللواتي أنشئن في الجنة من
¬__________
(¬1) هو أحمد بن محمد بن عبد الله العروضي الصفار، تقدمت ترجمته.
(¬2) انظر: "اللسان" 2/ 612 (طمث) ذكر المعنى ولم يورد الرواية، ولم أقف عيها في "تهذيب اللغة".
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 3/ 119، و"اللسان" 2/ 612 (طمث).
(¬4) انظر: "ديوان الفرزدق".
(¬5) انظر: "اللسان" 2/ 612 (طمث).
(¬6) وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس وعكرمة وابن زيد والكلبي وغيرهم. =

الصفحة 189