كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

الآخرة، قاله الزجاج (¬1).
قال ابن عباس: هل جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا الجنة (¬2)، وقال مقاتل: هل جزاء التوحيد إلا الجنة (¬3).
وقال السدي: هل جزاء الذين أطاعوني في الدنيا إلا الكرامة في الجنة (¬4).
هذا معنى قول الجميع (¬5)، وروي هذا المعنى مرفوعًا رواه ابن عمرو وابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في هذه الآية: "يقول الله تعالى: هل جزاء من أنعمت عليه بمعرفتي وتوحيدي إلا أن أسكنه جنتي وحضرة قدسي برحمتي" (¬6).
¬__________
= أحاديث صحيحة منها ما أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها مخلوقة، 4/ 141، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها. والله أعلم. وانظر: "العظمة" 3/ 1082 - 1083.
(¬1) انظر: "معاني القرآن" 5/ 103.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 325، و"الوسيط" 4/ 227، و"معالم التنزيل" 4/ 276.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 136 ب.
(¬4) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 46 أ.
(¬5) قال الرازي: وفيه -أي الآية- وجوه كثيرة حتى قيل: إن في القرآن ثلاث آيات في كل آية منها مائة قول. ومنها هذه الآية.
انظر: "التفسير الكبير" 29/ 131.
(¬6) رواه ابن جرير في "تفسيره" 27/ 89، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 8/ 123، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 276، قال محقق "زاد المسير": رواه البغوي في تفسيره وفي إسناده ضعف. وقال السيوطي في "الدر" 6/ 148: أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وانظر: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 278، والألفاظ تختلف عما ذكره المؤلف. وطريقته كما هو معلوم الرواة بالمعنى، ولكثرتها لم أتطرق إلى ذكر الاختلاف فيها، والله أعلم.

الصفحة 192