كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

62 - قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} قال ابن عباس: يريد أدنى من الأوليين (¬1). قال ابن جريج: هي أربع: جنتان للمقربين السابقين كما وصفنا وجنتان لأصحاب اليمين والتابعين (¬2) كما وصفنا فيما بعد. ونحو هذا قال مقاتل (¬3)، وهو قول أكثر المفسرين أن هاتين دون الأوليين في الفضل، ذكر ذلك ابن زيد والكلبي وغيرهما (¬4).
وذهب الضحاك إلى ضد ما ذكر هؤلاء فقال: الجنتان الأوليان من ذهب وفضة، والآخريان من ياقوت وزمرد، وهما أفضل من الأوليين (¬5).
وعلى هذا قوله: {وَمِنْ دُونِهِمَا} أي ومن أمامهما وقبلهما وهو قول الكسائي وذكرنا معاني (دون) عند قوله: {شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [البقرة: 23].

64 - ثم نعتهما فقال: {مُدْهَامَّتَانِ} قال أبو عبيدة: من خضرتهما قد اسودتا من الري (¬6). قال أبو إسحاق: وكل نبت اخضر، فتمام خضرته وريّه أن يضرب إلى السواد (¬7).
ومعنى الدَّهْمَةَ في كلام العرب السواد، يقال: أدهم بيّن الدهمة
¬__________
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 325، و"معالم التنزيل" 4/ 276.
(¬2) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 46 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 276، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 183.
(¬3) انظر: "نفسير مقاتل" 137 أ.
(¬4) انظر: "جامع البيان" 27/ 89، و"الكشف والبيان" 12/ 46 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 276.
(¬5) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 276، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 184.
(¬6) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 246.
(¬7) انظر: "معانى القرآن" 5/ 103.

الصفحة 193