كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

فجعلها حبشية لما اشتدت خضرتها (¬1). وكذلك قوله أيضا أنشد أبو علي في تفسير هذه الآية:
حواء قرحاء أَشْرَاطِيَّةُ وكفت ... فيها الذَهابُ وَحَفَّتْها البراَعِيمُ (¬2)
يصف روضة بشدة الخضرة فجعلها حواء.
قال أبو علي: وعلى ضد هذا وصف الجدب البياض فقيل سنة شهداء من ذلك قول أوس:
علي دبر الشهر الحرام بأرضنا ... وما حولها جدب سنون تلمع (¬3)
فقوله: تلمع؛ معناه أنه لا خصب فيها ولا نبات.

66 - وقوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} قال أبو عبيدة: فوارتان. قال الليث: النضخ فور الماء من العين (¬4). وقال المبردت النضاخة الرفاعة بالماء.
واختلفوا في الذي تنضخ به العينان، فقال عطاء عن ابن عباس وابن مسعود وأنس: تنضخ على أولياء الله المسك والعنبر والكافور، وفي دور أهل الجنة كما ينضخ طش المطر (¬5)، وقال الحسن وعطاء الخراساني: تنبعان ثم تجريان (¬6)، وهو قول سعيد بن جبير، وزاد فقال: نضاختان
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص 442 - 443.
(¬2) انظر: "الكامل" 3/ 36.
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) انظر: "تهذيب اللغة" 7/ 111 (نضخ).
(¬5) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 46 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 276، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 185.
(¬6) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 46 ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 185.

الصفحة 195