كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل ما غشيها؟ قال: "فراش من ذهب" (¬1) وهو قول عبد الله، وسعيد بنُ جبير، ورواية عكرمة عن ابن عباس (¬2).
وروى الضحاك عنه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيتها حتى استثبتها ثم حال دونها فراش من ذهب" (¬3) وهو قول مسروق وأبي العالية (¬4).
وقال مقاتل: غشيتها الملائكة (¬5)، وروي عن الحسن: غشيتها الملائكة مثل الغربان حين يقعن علي الشجر (¬6).
وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رأيت على كل ورقة من ورقها ملكًا قائمًا يسبح الله -عز وجل-" (¬7).
¬__________
(¬1) قلت: الذي عند الترمذي في كتاب التفسير 5/ 367 (3276) قال ابن مسعود: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قال: السدرة في السماء السادسة، قال سفيان: فراش من ذهب ..) الحديث. قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
وتقدم في الحديث الذي رواه البخاري وغيره أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (وغشيها ألوان لا أدري ما هي.). والأقوال المروية عن الأئمة إن صحت نسبتها إليهم في تفسير الآية اجتهادات منهم، ربما لم يبلغهم الحديث الصحيح، والله تعالى أعلم.
(¬2) انظر: "جامع البيان" 27/ 33، و"الكشف والبيان" 12/ 9 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 248، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 252.
(¬3) أخرجه ابن جرير، انظر: "جامع البيان" 27/ 33.
(¬4) انظر: "جامع البيان" 27/ 33، و"معالم التنزيل" 4/ 248.
(¬5) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 48، و"القرطبي" 17/ 96، ولم أجده في "تفسير مقاتل".
(¬6) انظر: "الوسيط" 4/ 198، وذكر غيره من المفسرين هذا القول منسوبًا للربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة. وذكروا قول الحسن بلفظ: (غشيها نور رب العالمين فاستنارت). انظر: "الكشف والبيان" 9/ 12 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 248، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 96، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 252.
(¬7) قال ابن حجر: أخرجه الطبري من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: قيل يا رسولى الله: أي شيء رأيت يغشى تلك الشجرة، فذكره وأتم منه. وعبد الرحمن ضعيف، وهذا معضل. "تخريجات الكشاف" 4/ 335، وأخرجه الثعلبي بلفظ: =

الصفحة 33