كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وقال الضحاك: هي سدرة المنتهى (¬1).

19 - قال أبو إسحاق: لما قص الله هذه الأقاصيص قال للمشركين: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} كأن المعنى والله أعلم: أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله، هل لها من هذه القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة شيء (¬2).
ومعنى: {أَفَرَأَيْتُمُ} على ما ذكر السؤال والاستفتاء كقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ} وقد مر (¬3).
وتنتظم الآية بما قبلها على المعنى الذي ذكره.
قال صاحب النظم: معنى الآية أفرأيتم هذه الآلهة التي تعبدونهن أأوحَين شيئًا إليكم كما أوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬4)؟ والتقديران اللذان ذكراهما
¬__________
= والحاكم عن ابن مسعود قال: (أبصر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل -عليه السلام- على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض). قال ابن حجر: فيجتمع من الحديثين أن الموصوف جبريل، والصفة التي كان عليها. "فتح الباري" 8/ 611، و"المستدرك" 2/ 469.
قلت: وبهذا تجتمع الأقوال في أن المراد بالآيات "الكبرى" هو جبريل -عليه السلام-، حين رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض. وانظر: "سنن الترمذي" 5/ 370، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(¬1) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 10 أ، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 98، و"فتح القدير" 5/ 107.
قلت: لعل ما ذكر عن السلف في تفسير هذه الآية هو من باب ذكر بعض ما رآه -صلى الله عليه وسلم-. قال القرطبي: وقيل: هو ما رأى تلك اليلة في مسراه في عوده وبدئه، وهو أحسن، دليله {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} "الجامع" 17/ 98.
ونحوه ذكر ابن كثير في "تفسيره" 4/ 252 وحمل الآية على عموم ما رآه أولى.
قال ابن جرير: لقد رأى محمد هنالك من أعلام ربه وأدلته الأعلام والأدلة الكبرى."جامع البيان" 27/ 34.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" 5/ 72.
(¬3) من آية (50) من سورة يونس.
(¬4) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 99.

الصفحة 36