كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

التعريف على ضرب من توهم روائح الصفة فيها فيحمل على ذلك، فوجب أن تكون اللام فيها زائدة كما ذكرنا في الذي وبابه، وهذا الذي ذكرنا كلام أبي الفتح الموصلي (¬1).
وأما العُزّى قال عطاء: هي صنم (¬2)، وقال مجاهد، والكلبي: هي سمرة من الشجر كانت بنخلة لغطفان (¬3) يعبدونها، وهي التي بعث إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد فقطعها ويقول:
يا عز كفرانك لا سبحانكِ ... إني رأيت الله قد أهانكِ
فخرجت منها شيطانة تجر شعرها واضعة يديها على رأسها تدعو بالويل فضربها خالد بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: "تلك العزى ولن تعبد أبدًا" (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "سر صناعة الإعراب" 1/ 359، و"الكتاب" 1/ 267.
(¬2) انظر: "فتح القدير" 5/ 108، و"روح المعاني" 27/ 55، ولم ينسباه لقائل.
وقيل العزى: شجرة قديمة قدسها العرب في بلدة نخلة الثامية إلى الشمال من مكة، وكانت قريش وبعض قبائل الحجاز مثل غني، وباهلة تعظمها. انظر: "أطلس تاريخ الإسلام".
وقال ابن كثير: كانت بيتًا بنخلة يعظمه قريش وكنانة ومضر، و"البداية والنهاية" 4/ 316.
(¬3) غطفان: بطن عظيم متسع، كثير الشعوب والأفخاذ، من قيس عيلان من العدنانية، كانت لهم منازل بنجد مما يلي وادي القرى، وجبل طىء.
انظر: "معجم البلدان" 3/ 888.
(¬4) اقتصر البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 77 على قوله -صلى الله عليه وسلم-: "تلك العزى". وفي "الطبقات" 2/ 146 بلفظ: "نعم تلك العزى وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدًا"، وكذا الواقدي في "المغازي" 3/ 874.

الصفحة 42