كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

قال ابن عباس: يريد لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه (¬1)، وهذا كقوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28].
قال أبو علي: قوله: {لِمَن يشَآءُ} المعنى: لمن يشاء شفاعته على إضافة المصدر إلى المفعول به الذي هو مشفوع له، ثم حذف المضاف فصار اللفظ لمن شاءه، أي: يشاء شفاعته، ثم حذف الهاء من الصلة (¬2).
ثم ذم الله تعالى صنيع الكفار.

27 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} قال ابن عباس: لا يصدقون بالثواب والعقاب (¬3).
{لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى} حين زعموا أنهم بنات الله، والأنثى تسمى بنتًا فإذا وصفوا الملائكة بالبنات فقد سموها تسمية الإناث، وتسمية الأنثى من باب إضافة المصدر إلى المفعول.

28 - {وَمَا لَهُمْ بِهِ} ذلك التسمية: {مِنْ عِلْمٍ} قال مقاتل: ما يستيقنون بأنها إناث (¬4).
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} قال ابن عباس: يريد ظنًا ليس بيقين (¬5).
{وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} قال عطاء: يريد لا ينتفعون به (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "الوسيط" 4/ 200، و"معالم التنزيل" 4/ 251.
(¬2) انظر: "التفسير الكبير" 28/ 307.
(¬3) وفي "تنوير المقباس" 5/ 297، قال: (بالبعث بعد الموت، يعني كفار مكة) والمعنى متقارب.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 131 أ.
(¬5) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 297.
(¬6) انظر: "جامع البيان" 27/ 37، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 255، وهو المعتمد عندهما ولم ينسباه لقائل.

الصفحة 50