كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

يقول في الدنيا وهو أن الله تعالى لم يتجاوز عنهم وأخذناهم بالعذاب جزاء لما فعلوا من التكذيب (¬1)، فجعل المجازاة بالعذاب محاسبة؛ وذلك لأنهم لما (¬2) استحقوا العذاب بالتكذيب صار كأنه حاسبهم فعذبهم.
وقال الكلبي: هذا على التقديم والتأخير، والمعنى: فعذبناها في الدنيا وحسابناها في الآخرة حسابًا شديدًا (¬3).

9 - {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} أي: ثقل عاقبة أمرها، قال ابن عباس: يريد عاقبة كفرها (¬4) {وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا} يقول: كان عاقبة أمرها (¬5) الخسران في الدنيا والآخرة.
10 - وهو قوله: {أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} قال يخوف كفار مكة أن لا يكذبوا محمدًا فينزل بهم ما نزل بالأمم قبلهم.
ثم قال للذين آمنوا {فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
ثم نعتهم فقال قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا} قال أبو إسحاق: رسولاً منصوب على ثلاثة أوجه، أجودها أن يكون قوله: {قَدْ أَنْزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} دليلاً (¬6) على إضمار أرسل رسولاً (¬7)، والمعنى
¬__________
(¬1) لم أجده.
(¬2) (لما) ساقطة من (ك).
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 164، و"الكشف والبيان" 12/ 145 أ، و"زاد المسير" 8/ 298 ونسبه لابن عباس، و"التفسير الكبير" 30/ 38.
(¬4) انظر: "جامع البيان" 28/ 92، و"التفسير الكبير" 30/ 38.
(¬5) في (ك): (عاقبته).
(¬6) في (س): (دليل).
(¬7) انظر: "معاني القرآن" 5/ 188.

الصفحة 519