كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

على هذا: أنزل عليكم (¬1) قرآنًا -والذكر هو القرآن- وأرسل رسولاً، وإنزال الذكر يدل على إرسال الرسول؛ لأن الذكر ينزل على الرسول، وهذا الوجه هو قول الكسائي (¬2).

11 - قال أبو إسحاق: ويكون {رَسُولًا} منصوبًا بقول: {ذِكْرًا} ويكون المعنى: قد أنزل إليكم أن ذكر رسولاً يعني به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو علي: هذا الوجه {رَسُولًا} (¬3) معمول المصدر والتقدير أن ذكر رسولاً (¬4) لأن يتبعوه فيهتدوا بالاقتداء به، ومثل ذلك من إعمال المصدر قوله: {مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا} [النحل: 73] فشيء مفعول المصدر (¬5).
الوجه الثالث: قال أبو إسحاق: ويكون المعنى قد أنزل الله إليكم ذكرًا رسولاً. بدلاً من: {ذِكْرًا} (¬6)، قال أبو علي: هذا يكون على تقدير حذف المضاف إلى الذكر، والذكر على هذا القول يحتمل تأويلين:
أحدهما: ذا شرف وصيت (¬7) كما قال: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44].
¬__________
(¬1) في (س): (إليكم).
(¬2) قال أبو حيان: ونحا إلى هذا السدي، واختاره ابن عطيه. انظر: "البحر المحيط" 8/ 286.
(¬3) في (س): (رسولاً) زيادة.
(¬4) في (ك): (يكون رسول).
(¬5) في (س): (المصدر) زيادة.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" 5/ 188.
(¬7) في (ك): (وصلب).

الصفحة 520