كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

الفاشية.
قال أبو عثمان: ومن قرأ (عادًا لولى) فأظهر النون فقد أخطأ؛ لأن النون لا تظهر على اللسان إلا مع حروف الحلق (¬1).
قال المفسرون: عاد الأولى، قوم هود، وهم أولى عاد أهلكوا بريح صرصر، وكان لهم عقب، وكانوا عادًا الأخرى.

51 - قوله تعالى: {وَثَمُودَ} أهلك الله ثمود وهم قوم صالح بالصيحة {فَمَا أَبْقَى} منهم أحدًا.
52 - {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ} أهلك الله قوم نوح من قبل عاد وثمود.
{إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} قال ابن عباس وقتادة ومقاتل، وغيرهم: إنما وصف بأنهم كانوا أظلم وأطغى من غيرهم لطول دعوة نوح إياهم، وعتوهم على الله في المعصية والتكذيب، ولم يطل مقام أحد من الأنبياء في دعوة قومه كما طال مقامه (¬2)، وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14] وكان الرجل منهم يأخذ ابنه فينطلق به إلى نوح فيقول له: احذر هذا فإنه كذاب، وإن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك فاحذره فيموت الكبير على الكفر، وينشأ الصغير على وصية أبيه (¬3).
¬__________
= الصرف ولم ترد إلى أصلها. وغار القوم غورًا وغؤورًا، أتوا الغور، وغار في الشيء غؤورً دخل. وغار الماء غؤورًا. ذهب في الأرض. انظر: "تهذيب اللغة" 8/ 180، و"اللسان" 2/ 1026 (غور).
(¬1) من قوله: قال أبو عثمان. إلى هنا: نقله من كتاب "الحجة" لأبي علي مع تصرف يسير. انظر: "الحجة" 6/ 237 - 240، و"البغداديات" ص 190 - 194.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 132 أ، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 254، و"جامع البيان" 27/ 46.
(¬3) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 120، و "الدر" 6/ 131.

الصفحة 78