كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

53 - قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} قال الفراء: كل شيء انهوى وانخسف فقد ائتفك (¬1).
وقال أبو عبيدة: المؤتفكة المخسوف بها ائتفكت بأهلها (¬2)، وقد تقدم تفسير المؤتفكات (¬3).
وهي قرى قوم لوط رفعها جبريل بجناحه إلى السماء حتى سمعت ملاكة سماء الدنيا أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم قلبها فهوت من السماء إلى الأرض مقلوبة (¬4)، فذلك قوله: (أهوى) أي: أهلك، وتفسيره: أسقط، هوى إذا سقط، وأهواه أسقطه (¬5)، وقد مر في قوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}، والمعنى: أهواها جبريل إلى الأرض بعد أن رفعها، وقال المبرد: جعلها تهوي (¬6).
وقال الفراء: رفعها إلى السماء، ثم أهواها وأتبعهم الله بالحجارة، فذلك قوله تعالى:

54 - {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} (¬7)، أي: فغشاها الله وألبسها ما غشى، يعني: الحجارة في قول جميع المفسرين.
¬__________
(¬1) لم أقف عليه في "معاني القرآن" للفراء، وما قاله أبو عبيدة يؤيده.
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 239.
(¬3) عند تفسيره لآية (70) من سورة التوبة. ومما قال: المؤتفكات، قال المفسرون: يعني قرى قوم لوط وهي جمع مؤتفكة، ومعنى الائتفاك في اللغة: الانقلاب. وتلك القرى ائتفكت بأهلها أي انقلبت فصار أعلاها أسفلها.
(¬4) انظر: "تاريخ الأمم والملوك" 1/ 180، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 77, و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 120.
(¬5) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص430.
(¬6) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 120، و"فتح القدير" 5/ 117.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 103.

الصفحة 79