1 - {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: إن كنت صادقًا فشق لنا القمر فرقتين، نصف على أبي قبيس، ونصف على قعيقعان، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن فعلت ذلك تؤمنون؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر (¬1)، فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فرقتين، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينادي المشركين يا فلان يا فلان اشهدوا (¬2)، ونحن على هذا، قاله عامة المفسرين، إلا ما روى عثمان بن عطاء (¬3) عن أبيه أنه قال: معناه وسينشق القمر (¬4)، وهو محجوج بإجماع المفسرين على خلافه، وبالأخبار المتظاهرة في انشقاق القمر، فقد روى جبير بن مطعم، وأنس، وابن عباس، وحذيفة، وابن مسعود، وهؤلاء الخمسة (¬5) رووا أن القمر انشق على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال
¬__________
(¬1) مراد المؤلف (بليلة بدر) أن القمر انشق ليلة أربع عشرة كما ورد في بعض الروايات.
(¬2) أخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس بلفظ أقرب من هذا. انظر: "الدر" 6/ 133.
(¬3) في (ك): (عطية) والصواب ما أثبته. وهو عثمان بن عطاء بن أبي مسلم. أبو مسعود المقدسي، ضعيف، مات سنة (155 هـ). انظر: "تقريب التهذيب" 2/ 12.
(¬4) انظر: "الكشف والبيان"، 12/ 21 ب، و"الوسيط" 4/ 27.
(¬5) قال ابن كثير رحمه الله قد كان هذا زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ورد ذلك في الأحاديث =