كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وقتادة، واختيار الفراء والزجاج (¬1)، وأصله من قوله: مر الشيء على وجهه واستمر، أي: ذهب.

القول الثاني: أن معنى المستمر: القوي الشديد، وهو معنى قول ابن عباس: يريد يعلو كل سحر، وهو قول أبي العالية، والضحاك، ورواية شيبان، عن قتادة، قالوا: محكم شديد غالمب قوي (¬2)، واختاره أبو عبيدة، والمبرد وابن قتيبة، فقال أبو عبيدة: (مستمر) شديد (¬3)، وقال المبرد: هو من قولك: ذو مرة أي: قوة، ومنه أمررت الحبل إذا شددت فتله، واستمر فلان على كذا إذا قوي واستحكم معرفته، قال: ومر فلان، هو من هذا، لأن معناه على الحقيقة بَعُد ولم يرتدع، كقولك: مر السهم (¬4)، ونحو هذا ذكر ابن قتيبة (¬5)، وقول الربيع بن أنس، ويمان بن رباب: نافذ ماضٍ (¬6) يعود إلى هذا؛ لأن نفوذه ومضاءه من قوته.
3 - ثم ذكر تكذيبهم فقال {وَكَذَّبُوا} قال ابن عباس: كذبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وما عاينوا من عظمة الله وقدرته.
{وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} قال: ما زين لهم الشيطان من الباطل الذي هم
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 635، و"تفسير مقاتل" 132 ب، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 257، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 14، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 82.
(¬2) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 22 ب، 23 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 258، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 127.
(¬3) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 24.
(¬4) انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 195، و"اللسان" 3/ 466 (مرر) ولم أجده منسوبًا للمبرد.
(¬5) انظر: "تفسير غريب القرآن" 431.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 196، ولم ينسبه لقائل، و"الجامع لآحكام القرآن" 17/ 127.

الصفحة 91