الدال (¬1) أخت التاء في المخرج وأخت الزاي في الجهر قربوا بعض الصوت من بعض فأبدلوا من التاء أشبه الحروف من موضعها بالزاي وهي الدال فقالوا: ازدجر (¬2).
والمزدَجَر هاهنا بمعنى الازدجار الواقع في المعنى ما فيه ازدجار لهم ووعظ ونهي، وليس بمعنى الانزجار، لأنه لو كان لهم فيه انزجار لكانوا قد انزجروا واتعظوا.
قال مقاتل: يعني موعظة لهم وهو النهي عن المعاصي (¬3)، وقال السدي: ما فيه عظة (¬4).
وجماعة من أهل التفسير والمعاني حملوا المزدجر هاهنا على المطاوع لأنهم قالوا في تفسيره منتهي ومتناهي ومتعظ، وهو قول الكلبي، ومجاهد، والفراء، والزجاج (¬5)، وعلى هذا لابد من تقدير محذوف كأنه قيل ما فيه انزجار لهم لو انزجروا، ومنتهى لو انتهوا.
5 - ثم قال: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} قال مقاتل، والكلبي: يعني القرآن (¬6).
قال أبو إسحاق: رفعت حكمة بدلاً من (ما) في قوله {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ}، المعنى: ولقد جاءهم حكمة بالغة، وإن شئت رفعت بإضمار
¬__________
(¬1) في (ك): (الدال).
(¬2) انظر: "سر صناعة الإعراب" 1/ 185 - 186.
(¬3) انظر: تفسير مقاتل 132 ب.
(¬4) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 259.
(¬5) انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 636، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 14، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 85.
(¬6) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 34، "تفسير مقاتل" 132 ب.