كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

هو {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} (¬1)، أي تامة قد بلغت الغاية في كل ما توصف به.
قوله {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} ذكر الفراء، والزجاج أن (ما) يجوز أن تكون نفيًا على معنى، فليست تغني النذر، ويجوز أن يكون استفهامًا بمعنى التوبيخ ويكون المعنى فأي شيء تغني النذر إذا لم تؤمنوا (¬2)، وهذا كقول {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101] فإن قدرت ما استفهاما كان في موضع النصب بتغني.

6 - ثم أمره بالإعراض عنهم فقال {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} وهذا مما نسخ (¬3)، وهاهنا وقف التمام (¬4).
قوله: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} قال الزجاج: يوم منصوب بقوله {يَخْرُجُونَ مِنَ آلأجْدَاثِ} (¬5) وقال المبرد: (يوم) ظرف لقوله {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} (¬6) قال مقاتل: هو إسرافيل ينفخ قائمًا على صخرة بيت المقدس (¬7) {إِلَى شَىْءٍ نُّكُرٍ} قال إلى أمر فظيع.
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد يوم القيامة {إِلَى شَىْءٍ نُّكُرٍ}
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 85.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 15، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 85.
(¬3) انظر: "الكشف والبيان"، 12/ 23 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 259، و"فتح القدير" 5/ 121. قال مكي: وليس في سورة القمر، وسورة الرحمن، والواقعة شيء، وكذلك الحديد الإيضاح: 424، وقال ابن الجوزي: وقد زعم قوم أن هذا التولي منسوخ بآية السيف، وقد تكلمنا على نظائره وبينا أنه ليس بمنسوخ. "نواسخ القرآن": 234.
(¬4) اننطر: "المكتفى": 545، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 86، و"زاد المسير" 8/ 9.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 86.
(¬6) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 129، و"البحرالمحيط" 8/ 174.
(¬7) انظر: "تفسير مقاتل" 132 ب.

الصفحة 94