كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

شدة العذاب وفظاعته (¬1).
وقال الكلبي: يعني حين يدعى أهل النار إلى النار (¬2).
و (نكر) معناه منكر، وهو الذي تأباه النفس من جهة نفور الطبع، وذلك أنهم لم يروا مثله قط فينكرونه استعظامًا له، وهو صفة على فُعُل، مثل: جُنب، وجُزر، وأُحد، ويجوز فيه التخفيف (¬3)، وإنما وصف بأنه نكر لغلظه على النفس.

7 - قوله تعالى {خُشَّعًا أَبْصَارُهُم} وقرئ خاشعًا (¬4)، قال الفراء والزجاج: يجوز في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو (خاشعًا أبصارهم) والتأنيث نحو {خَشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} وهو قراءة عبد الله، والجمع نحو {خُشَّعًا أَبْصَرُهُمْ}، ويقول: مررت بشباب حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم، وأنشدا:
وشباب حسن أوجههم ... من إياد بن نزار بن معد (¬5)
¬__________
(¬1) في (ك): (فظاطته) ولم أجد الرواية عن ابن عباس، ولعل وضوح المعاني حال دون نسبة التفسير لقائل.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 34.
(¬3) يشير المؤلف بقوله هذا إلى قراءة ابن كثير (نُكْر) بإسكان الكاف، والباقون بضمها انظر: "حجة القراءات" ص 688، و"الحجة للقراء السبعة" 6/ 241، و"النشر" 2/ 38، و"الإتحاف" ص 44.
(¬4) قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف {خَاشِعًا} بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة بالإفراد، وقرأ الباقون {خُشَّعًا} بضم الخاء وفتح الشين مشددة من غير ألف. انظر: "حجة القراءات" ص 688، و"النشر" 2/ 38، و"الإتحاف" ص 44.
(¬5) البيت للحرث بن دوس الأنصاري، ويروى لأبي دؤاد الأنصاري. =

الصفحة 95