كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 21)

وأنشد الفراء:
يرمي الفجاج بها الركبان معترضًا ... أعناق بُزَّلها مُرْخَى لها الجُدُلُ
فلو قال معترضات أو معترضة ومرخاة أو مرخيات كان صوابا (¬1).
قال أبو إسحاق: و (خشعًا) منصوب على الحال، المعنى: يخرجون من الأجداث خشعًا أبصارهم (¬2).
قال المفسرون: يعني ذليلة خاضعة أبصارهم عند معاينة العذاب (¬3).
وقال أهل المعاني: وصفت الأبصار بالخشوع؛ لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تتبين في نظره (¬4) كما قال عز ذكره: {يَنُظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىِ} [الشورى: 45].
قوله تعالى: {يَخْرُجُونَ مِنَ اَلأَجْدَاثِ} هو قال المفسرون: يريد القبول واحدها جدث، وبنو تميم (¬5) تقول بالفاء جدف (¬6).
¬__________
= انظر: ديوان أبي دؤاد ص 35، و"اللسان" (خشع)، و"البحر المحيط" 8/ 175، و"المحرر" 15/ 296، و"شرح الأبيات" للفارسي ص 398.
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 15، 16، و"جامع البيان" 27/ 53، و"البحر المحيط" 8/ 175، والجدُل: جمع الجديل وهو الزمام. ولم أجد البيت منسوبًا لقائل.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 86.
(¬3) انظر: "جامع البيان" 27/ 53، و"معالم التنزيل" 4/ 53.
(¬4) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 129، و"فتح القدير" 5/ 122.
(¬5) بنو تميم: قبيلة عظيمة من العدنانية، تنتسب إلى تميم بن مرة، منازلهم بأرض نجد، تمتاز هذه القبيلة بتاريخها الحربي في الجاهلية والإسلام. انظر: "معجم قبائل العرب" 1/ 127، و"نهاية الأرب" ص 177.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 1/ 634، و"اللسان" 1/ 412 (جدث).

الصفحة 96