كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)
فإذا ما بكؤت أو حاردتْ ... فك عن حاجب أخرى طينها (¬1)
والحرد: القصد؛ ومنه قول الهذلي (¬2):
أقبل سيلٌ كان من (¬3) أمرِ الله ... يحرِد حَرْد الجنَّة المُغَلَّهْ
وأنشد أبو عبيدة (¬4):
أما إذا أحردت حردي فمجرية ... ضبطاء تمنع غيلًا غير مقروب
والحرد: الغضب. وهما لغتان الحَرْدُ (¬5)، والحَرَدُ؛ والتحريك أكثر. وأنشد أبو عبيدة (¬6):
أسود شرًى لاقت أسود خفية ... تساقوا (¬7) على حرد وماء الأساود
¬__________
(¬1) انظر: "ديوان الأعشى" (151)، و"اللسان" 1/ 602 (حرد)، وفي ألفاظه اختلاف وتقديم وتأخير. والشاعر يصف باطنة -وهي إناء عظيمة- إذا قل ما فيها من لبن أو شرب أو انقطع فتحت أخرى.
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 266، و"الخزانة" 10/ 356، ونسبه لقرب بن المستفيد، و"شواهد الكشاف" (254)، وود أيضًا في "زيادات ديوان حسان" (522)، و"إصلاح المنطق" (47).
(¬3) (س): (في).
(¬4) البيت لمنقد الأسدي الملقب بالجميح، وهو تشبيه للمرأة باللبؤة الضبطاء نزقًا وخفة والذي أنشده هو ابن قتيبة وليس بأبي عبيدة انظر: "مجاز القرآن" 2/ 265، و"تفسير غريب القرآن" (480)، و"تهذيب اللغة" 11/ 493 (ضبط).
(¬5) (ك): (والحرد).
(¬6) (س): (أبو عبيدة) زيادة. والبيت للأشهب بن رُميلة كما في "اللسان" 1/ 602، و"جامع البيان" 29/ 21، و"تفسير غريب القرآن" (480)، و"الخزانة" 6/ 27، والشَّرى موضع تُنسب إليه الأسد. يقال للشجعان: ما هم إلا أسود الشرى. وقيل: هو شرى الفرات وناحيته وبه غياض وآجام ومأسدةٌ. "اللسان" 2/ 310 (شري).
(¬7) (ك)، (س): (تساء).
الصفحة 102