هذا الذي ذكرنا هو قول جميع أهل اللغة في تفسير الحرد (¬1). وأقوال المفسرين غير خارجة عن هذه المعاني. قال قتادة: على جد من أمرهم (¬2).
وقال مقاتل: جد في أنفسهم (¬3).
وقال الكلبي: غدوا جادين. وهو قول أبي العالية والحسن ومجاهد (¬4) في رواية أبي بشر. وهذا من معنى القصد، وذلك أن المقاصد إلى الشيء جاد بخلاف من لا يكون له قصد في أمر، على أن الليث قد قال في كتابه: على جد من أمرهم. فقال الأزهري: الصواب على حد. أي على منع، كما قال الفراء. ثم ذكر بإسناده عن الفراء بالحاء (¬5).
ويدل على صحة معنى هذا القول أن أبا عبيدة والمبرد والقتيبي (¬6) قالوا في معنى الحرد هاهنا: إنه المنع (¬7). أي: غدوا من بيتهم إلى جنتهم على منع المساكين ما كانوا يعطونه.
وقال مجاهد وعكرمة: على أمر أسسوه بينهم (¬8). وهذا من معنى القصد أيضًا.
¬__________
(¬1) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 265، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 176، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 207.
(¬2) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 309، و"جامع البيان" 29/ 20.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 163/ ب، و"زاد المسير" 8/ 336.
(¬4) انظر: "جامع البيان" 29/ 20، و"الكشف والبيان" 12/ 168/ أ، و"معالم التنزيل" 4/ 380.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 414، و"اللسان" 1/ 604 (حرد).
(¬6) (س): (والقتيبي) زيادة.
(¬7) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 265، و"تفسير غريب القرآن" (479)، و"فتح القدير" 5/ 272.
(¬8) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 380 و"زاد المسير" 8/ 336.