كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

(27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ} هو يعني أعدلهم في قول جميع المفسرين. قال ابن عباس: هو كقوله: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ} [المائدة: 89]، وكقوله: {أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. {لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} قالوا: هلا تستثنون فتقولون: إن شاء الله. وهو قول ابن عباس (¬1) ومقاتل والكلبي ومجاهد (¬2).
قال أبو إسحاق: ومعنى التسبيح هاهنا الاستثناء، وهو أن يقولوا: إن شاء الله. فإن قيل: التسبيح أن تقول: سبحان الله. والجواب في ذلك أن كل ما عظمت الله به فهو تسبيح , لأن التسبيح تنزيه الله عن السوء، والاستثناء تعظيم الله والإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلًا إلا بمشيئة الله عز وجل (¬3).
وقال أبو صالح: كان استثناؤهم سبحان الله (¬4). وإنما أنكر أوسطهم عليهم ترك الاستثناء (¬5) في قوله: {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} فحلفوا على صرام جنتهم من غير استثناء فلم يصرموا فأنكر عليهم الأوسط ترك الاستثناء في اليمين (¬6).
{قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا} نزهوه عن أن يكون ظالمًا فيما صنع، وأقروا على أنفسهم بالظلم، فقالوا: {إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} بمعصيتنا ومنعنا المساكين.
¬__________
(¬1) (س): (ابن عباس) و (الكلبي) زيادة.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 122، و"تفسير مقاتل" 163/ ب، و"زاد المسير" 8/ 338، ونسبه لابن جريج والجمهور.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 5/ 209.
(¬4) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 168/ ب، و"زاد المسير" 8/ 338، و"البحر المحيط" 8/ 313.
(¬5) (ك)، (س): (الاستتاء عليهم في ذكر الله عنهم). وانظر: "الوسيط" 4/ 338.
(¬6) انظر: "جامع البيان" 29/ 22، و"التفسير الكبير" 30/ 90.

الصفحة 106